( التربية والتغير الاجتماعي )


( التربية والتغير الاجتماعي )

التغير الثقافي والتخلف الثقافي : ان الثقافة ثابتة وان كانت دائمة التغير , ثابتة بالنسبة لبعض عناصر من اللغة والقانون, اذ تستمر دون تعديل كبير لمدة طويلة من الزمن , متغيرة بمعنى ان جميع عناصرها تخضع لتحول مستمر وان كان تدريجيا وغير واضح , ويشمل التغير الثقافي 3 عمليات اساسية يعرفها علماء الانسان بأنها عملية التأصيل , وعملية الانتشار , وعمليات اعادة التعبير.

ولا تستجيب ثقافة ما بشكل كامل لإي تغير مهما كانت اهميته إن لم تكن ثقافة متماسكة إلى حد بعيد , اذ يؤثر تحول بعض النواحي الاساسية الثقافية إن عاجلا او اجلا في غالب العناصر الاخرى , اما مفهوم التخلف الثقافي فيعني الاتجاه في بعض النواحي الثقافية للتغير ببطيء اكثر من النواحي الاخرى وهكذا يتراءى لنا نظاما من القيم الثقافية التي قد تتفق معا او لا تتفق , احدهما تغذية المشكلات التكنولوجية والاخرى تغذية محصلة القيم المستقرة , وكلما زاد تماسك الثقافة ازداد تداخل وتماسك تكنولوجياتها مع قيمها .

التربية والتغير الثقافي : التربية حالة ضرورية للاستمرار الثقافي وهي كذلك وسيلة هامة للتعاون الواعي مع التغير الثقافي , وهكذا فإن احدى الوسائل التي يتبعها الجميع لمواجهة التغيرات هي ان يقوم بتعليم الجيل التراث الثقافي من مناهج المدرسة , وقد تتجه الثقافة كذلك للتمهيد للمستقبل بغرس بعض المعلومات  في الشباب والاتجاهات والمهارات المعدة لمواجهة مواقف نوعية متنوعة ,وتكيف كل ثقافة اهلها للتعرف والتفكير والادراك فيما يسميه علماء الانسان ( العالم الثقافي المقيد ) , ويتكون من العالم الذي خلقته الثقافة لنفسها .

التقدمية التربوية : تقدم التربية التقدمية كما قرانشر فحصه طريقا وسطا بين الرأيين القائلين ان التغير الثقافية كليا على التغير الاجتماعي , وان التربية يمكن ان تصلح من شأنهما , و شك المجتمع دون ان نتعارف بالضرورة مع القوى الاجتماعية ,  ويرفض التربوي التقدمي اية مشروعات واستخدام المدرسة لخدمة برنامج الاصلاح الاجتماعي معتقدا ان مثل هذه الوظيفة المضافة للمدرسة تنتهك الحرية الفكرية للطفل , وبهذا  تجد من نموه ووفقا لمعلوماتي فأنه لم يساند حتى الان أي من علماء الانسان النظرية التقدمية حول مسؤولية المدرسة فيما يتعلق بالتغير الاجتماعي .

مذهب المحافظين التربويين :  إن المدرسة عند المعلمين المحافظين لا تستطيع فرض سرعة معينة للتغير الاجتماعي دونما افاد لوظيفتها الحقيقية وهي ممارسة الفكر , إن المدرسة ليست مجرد هيئة إصلاحية ولكن منظمة تعليمية .

كما ان جعل المدرسة هيئة إصلاحية قد يجعلها تفع بين ايدي الجماعات المتنافسة ذات المصال وقد تنحدر المدرسة الى ما يشبه الثقافة السياسية تحت الضغط المستمر لتقديم جميع الاتجاهات , والبرامج السياسية التي يفسدها التعصب

مذهب التجديدية : إن جوهر مذهب التجديدية هو ان المعلمين ذاتهم يجب ان يعيدوا بناء المجتمع بتعليم الشباب لبرنامجا للإصلاح الاجتماعي الفوري الشامل والمفصل ويدعي هذا المذهب  انه يعالج ثلاث من المذهب التقدمي : الافتقار للأهداف , وعدم تأكيد الفردية , والتقليل من ضرر العقبات الثقافية على التغير الثقافي, ويجب ان تنسجم في المجتمع الجديد القيم الأساسية للثقافة الغربية مع القوى الدافعة في العالم الحديث.

 وفي رأيي : ان مذهب التجديد مبدأ خاطئ في جعله المدرسة اداة الاصلاح الاجتماعي, اذ يضيف ذلك مجال التربية .

 اراء بعض العلماء الانسان : يرى مونتاجو ان اول غرض للمدرسة في عصرنا هو ان تتحول الانسانية على الاقل الى تعليم شباب الجيل كيف ( يجب) من خلال التربية في ( فن ) العلاقات الانسانية , ويقول مونتاجو : لو كان للمدرسة ان تجعل من الطفل شخصا محبا فيحب ان ينضم اليها منذ سنوات حياته الاولى , وبالرغم من دور المنزل الرئيسي في تكوين الشخصية فإن المدرسة في افضل مكان لتعليم العلاقات الانسانية .

 ويرى معظم علماء الانسان , وليس اولئك الذين يعتبرون الثقافة فوق عضوية وجدهم ـ انه من المتعذر على التربية ان توجه القوى الاجتماعية والثقافية , ويناقش ولويدورار ذلك , ويقول ان التربية يجب ان تعكس بالضرورة الظروف  الاجتماعية السائدة والا فشلت في واجبها في تكييف جيل المستقبل للوسط الاجتماعي والثقافي, وهكذا يتفق معظم علماء الانسان مع التربويين المحافظين من أن المدرسة ليس لها سواء اثر مستقل بسيط او لا اثر على الاطلاق على التغير الاجتماعي والثقافي.

موجز القول : ان اغلب المعلقين يتفقون مع المدرسة على التأثير للمجرى التغير الاجتماعي والثقافي, وان كانت تستطيع غرس نموذج لشخصية تستجيب للتغيرات السريعة المتواطنة في المجتمعات الصناعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من أنا

طالبات ماجستير تخصص مناهج وطرق تدريس الحاسب الالي