( الانسان ، الثقافة ، الشخصية )


( الانسان ، الثقافة ، الشخصية )

تعد الثقافة من صنع يد الانسان وشرطا للحياة والانسانية فالإنسان يخلق الثقافة ولكن الثقافة بدروها يهي التي تصنع الأنسان وخلال الطفولة والشباب يعمل التثقيف  على ترسيخ الثقافة لأنه يغرس عادات مقبولة اجتماعيا في الشخصية النامية ، ولقد جهزت الطبيعة الحيوان تجهيزا تاما للحياة فتنشئته لا تعدو عن الاسراع بنو الغرائز التي سبق ان حصل عليه بالفعل وبسرعة اكثر ، اذن الثقافة  تتخلل حيواتنا المتيقظة وهي تدخل حتى في نطاق يومننا في الوضع الذي نتخذه وفي مضمون احلامنا ، وتحدد الثقافة نوع الانفعالات التي ينكن التعبير عنها بواسطة من واين وكيف ندركه وتمدد الثقافة كيف نفكر في العالم وكيف ندركه ، ومهما كانت الثقافة صغيرة فليس من عضو بها يكون متمكنا وعارفا تماما من جميع مناشطها .

انتقال الثقافة  : تنتقل الثقافة من خلال وسائل الاتصال  بالرموز فالإنسان كما يقول ارنت كامبرر ليس مجرد حيوان عاقل إنه انفعالي  كما انه عاقل ايضا ، وهكذا فعالم الانسان برمته مفعم بالرموز التي خلقها الثقافة عن طريق اللغة إلى حد بعيد على استخدام الرموز .. وعلى مرونته  ومن ثم على قدراته على التعلم  .

الثقافة من اجل الانسان وضده : إن الثقافة تعمل على تحرير الانسان وعلى تقييده في نفس الوقت فهي تقيد حريته في التصرف حتى تخلق النظام الاجتماعي الضروري  للحياة الاجتماعية في اي صورة وق تحررنا بان نخلق منافذ لطاقات الناس تمكنها من ان تحقق على نحو مرضي واذا كان الانسان لا يستطيع ان يحقق نفسه بغير الثقافة فالقيد الثقافي يجد له مبرر بقدر ما يؤدي إلى تحقيق الذات .

 

الثقافة والشخصية : ان اي ثقافة لا تستطيع الحفاظ على ذاتها مالم يفكر اعضائها ويتصرفون على نفس النحو في موافق مختلفة وعلم الثقافة والشخصية هو نقطة التقاء بين علم النفس والانثروبولوجيا فهذا العلم يذكرنا باننا لا نستطيع ان نفهم سلوك الفرد فهما جيدا بغير ان نأخذ في اعتبارنا الوضع الثقافي ومقومات الثقافة وهكذا فان الثقافة تشكل الفرد بحيث يساهم في طرق الاعداد لها وبالدرجة الاولى وبطريقه لا شعورية لدعمها والامتداد بها ، والثقافة في سياق تثقيف الفرد تحيل حجتها الخاصة إلى دوافع داخلية لدى افرادها .

 

                   بعض الاتجاهات التقليدية في دراسة علم الثقافة والشخصية :ـ

1 ـ الاتجاه التشكيلي : وهذا الاتجاه ينشد اقامة علاقة بين انماط الثقافة الاساسية وقادة دعاته هما روث وبنيديكت .

2ـ الاتجاه المشروط : ان بعض الكتاب مثل برام كاروينور ينظرون إلى الشخصية الاساسية لا على انها نمط سيكولوجي متكيف مع القيم السائدة بالثقافة ، بل بالأحرى على انها نمط قائم على امزجه لاشعورية معينة (اتجاه الوالدين بصفة خاصة) ، بيد ان رالف لينتون قديما قد اكد ان الشخصية الاساسية الناتجة قد تتعدل بالمكانة والادوار التي يتخذها الشخص كراشد .

3 ـ الاتجاه الاجتماعي : تعكس دراسة دايفد رزمان للسلوك تأثير الاتجاهات التي سبق ذكرها حيث انها تذهب إلى ان شخصية الراشد تكون ثابتة بواسطة الانماط الاجتماعية والطفولة والمراهقة التي تعكس بدورها مطلب الثقافة ، ويميز ريزمان بين ثلاثة انماط من الشخصيات الناتجة بواسطة ثلاثة انواع من المجتمعات : اولا : الانسان الموجه بالتقاليد ، ثانيا : الانسان الموجه من قبل الاخرين ، ويوجد بشكل متزايد بالطبقة الوسطى الأمريكية وإلى حد ما بالطبقات الوسطى بالشعوب الصناعية الاخرى وهو يستوعب قيمة من معاصريه .

الثقافة والشخصية والتربية : من الضروري لكي نفهم او نؤثر في التغير الثقافي ان نعرف إلى اي مدى تؤثر نماذج الشخصية في التطور الثقافي مثلما نجد على سبيل المثال في قبول او رفض المبتكرات ويعتقد اغلب التربويين ان المدرسة تلي البيت كوسيلة من اهم وسائل التأثير في مجرى الثقافة من خلال التعديل نماذج الشخصية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من أنا

طالبات ماجستير تخصص مناهج وطرق تدريس الحاسب الالي