( المنهج والمدرس من المنظور الثقافي )


( المنهج والمدرس من المنظور الثقافي )

منهج الثقافة المتغيرة : المشكلة .. تنتقل المعرفة لقاعدة في الثقافة المستقرة , راسيا من اعضاء المجتمع الاكبر سنا الى الاصغر سنا , كما تتخذ ثقافتنا الدينامية ذاتها نفس النموذج الذي يتخذه التعليم الرسمي عموما , ولقد ادى العلم والتكنولوجيا كذلك الى انتشار التخصص المعرفي والوظيفي في التربية كما في غيرها , كما ان هناك تغيرات كذلك , الا ان اغلبها اما نابعة عن العلم والتكنولوجيا او تأثرت بهما .

 الحل التقدمي : يرى التربويون التقدميون انه من اجل تكييف التربية الامريكية الى حقبة من التغير السريع فإنه يتحتم ان نركز على المناهج العامة والخاصة على الثقافة المعاصرة , ويتحتم ان يتلقى الطالب من الدراسات العامة التدريب الذهني والمعرفة الأساسية التي يحتاجها .

الحل التقدمي  : يرى التربويون المحافظون انه يتحتم على التربية في اوقات التغير السريع ان تعمل كثورة مساعدة على الاستقرار والثبات , ويرى  المحافظون ان فوضى ثقافتنا لا تبرر ارباك الطفال

 هل تستطيع المدرسة ان تعلم الثقافة كلها ؟  : لقد زاد ضيق مجال الخبرة الشخصية في ظل المجتمعات الصناعية الحديثة بما فيها من عدد ضخم من السكان , وبتخصصها وتعقيدها الذي لم يسبق له مثيل وبنمو تركيز السلطة كما انها تحد من نطاق الانشطة التي قد يحصل منها أي انسان معرفة تمكنه من المشاركة فيها.

الحل التقدمي : الاقتراح التقدمي يهدف الى تطبيق الطريقة العامة للمدرسة الابتدائية على المدرسة الثانوية من خلال استخدام المناهج المحورية في التعليم العام .

الحل المحافظ : يرى المحافظون التربويون بعكس التربويين التقدميين ان الثقافة المعاصرة شاسعة ومعقدة جدا بحيث يتعذر فهمها من خلال بحث مشاكلها المتنوعة ويحتم على الطالب قبل ان يتمكن من معالجة هذه المشكلات ان يتمكن من المبادئ العامة من مختلف ميادين المعرفة.

 تربية المحرومين ثقافيا : المشكلة .. لقد كانت مشكلة تربية المحرومين او المضارين ثقافيا من المشاكل التي استغرقت وقت طويلا في هذا البلد احدهما : /الاتجاه المستمر نحو التحضر والاخر هو انحلال مراكز المدنية

برامج للمحرومين ثقافيا : كيف نرفع الطفال المحروم ثقافيا الى مستوى مقاييس الطبقة الوسطى في النشاط التربوي ؟ كان اول برنامج نوي يتناول تلك المشكلة هو المشروع الارشادي في مدينة نيويورك عام 1965 وقد تم التوسع فيه وسمي الافاق العليا , وتنجح هذه البرامج اساسا الى جد إقناعها للتلميذ المحروم ثقافيا بإن المدرسة تهتم به شخصيا وبهذا تدفعه للتعاون مع مدرسية وان يضع هدفا على مستوى عال ليحققه , وتركز هذه البرامج على تعليم الطفال المحروم ثقافيا المهارات العقلية الاساسية كالقراءة والكتابة , والحساب البسيط وذلك قبل الانتقال الى موضوعات اكثر تقدما مثل الحبر والهندسة والادب واللغات الاجنبية , كما تسعى المدرسة الى ادراج معونة الوالدين ضمن نشاطها .

 تقويم هذه البرامج : تثير هذه البرامج للمحرومين ثقافيا عددا من القضايا النظرية اولها :

1-  المدى الذي يحتم ان يكيف وفقا له المنهج كي يتمشى مع اهتمامات التلميذ الحالية

2- هل تفرض هذه البرامج احداث التباين بين المستويات التربوية الخاصة بالطبقة الدنيا والطبقة المتوسطة بسبب بدايتها بمستوى اقل من المتوسط فكريا

3- لو حصل الاطفال المحرومون ثقافيا على نفس الفرصة التعليمية لبقية الاطفال فان التعويض الوحيد لهم ان عيوب نشأتهم وظروفهم هو ان توليهم مزيدا من العناية في المدرسة

4- هل تساعد هذه البرامج على استمرار التفرقة  في الحقيقة , وان لم يكن من الناحية الشكلية ؟ ان اغلبها تخدم اطفالا على الأغلب من جماعات الاقليات ممن يتعلمون في المدارس التي نظرا لأنماط الإسكان تدعم حقيقة الجوار المبني على التفرقة, ولكنها في الحقيقة تعطي البعض فرصة دراسات اكاديمية في المدرسة الثانوية حيث يمكنهم الاختلاط بشكل ودي متزايد مع أطفال الطبقة الوسطى البيضاء .

 المدرس في الثقافة المعاصرة :

منزلة المدرسة: يحتاج الجمهور الذي حصل على تربية افضل الى مدرسين مدربين افضل تدريب وكلما زاد التدريس تخصصا واهمية بالنسبة للمجتمع كلما صار اقرب لاعتباره مهنة . كما يتحتم على الفرد المعنى ان يكون قادرا على اتخاذ قرارات  هامة الا ان المدرس لا يزيد كثيرا عن كونه " ترسا " في عجلة التربية الجماهيرية . انه المدرس قد اصبح موظفا في قاع الوصلة في سلسلة طويلة من الاوامر تتخذ طريقها من مكتب حاكم الولاية وغرف الولاية الى مجالس الولاية

سلطة المدرس: لقد انقسمت ادوار المدرس والوالد انقساما حادا في نهاية القرن , كان من المنتظر من المدرس ان يدرب الفكر ويعلم اللياقة , لقد كان له امتياز تطوير اهتمام شخص في تلاميذه ولكن بطريق غير رسمي وتوسع وظيفة المدرس تدريجيا حتى انه اليوم يعلم على الأغلب خبرات تلاميذه العاطفية والفكرية كذلك,  ويهتم على سبيل المقال باختيارهم للأصدقاء وانشطتهم بعد خروجهم من المدرسة وتكيفهم الاجتماعي والنفسي وفي ذات الوقت قتلت المسافة الاجتماعية بين المدرس والتلميذ ولم يعد المدرس الحديث يوحي بالرهبة والاحترام مثل  ما كان الحال مع سابقيه ولكنه اصبح اكثر مرونة , وقد اعتبر المدرس تقليديا لمحافظته على التراث  الثقافي وكان واجبه هو توصيل اية عناصر في الخبرة الثقافية مما يبدوا هاما بحيث يجب الحفاظ عليه , الا ان التربية المتقدمة تتحدى هذا الرأي ويؤمن المدرس التقدمي بأن التلميذ لو كان  لديه مشكلة يريد خلها وذات اهتمام اصيل لديه فأنه يميل الى مزيد من التعاون مع مدرسه وزملاء الفصل ويتحتم على المدرس حينئذ  ان يكون مرشدا يساعد التلميذ المستكشف على حل المشكلات التي يواجها وارشاده الى كيفيه اكتساب المعرفة والمهارات كي يقوم بذلك , ومن الناحية المثالية  نجده حتى يضع كل معرفته وخبرته تحت تصرف التلميذ حتى يستطيع الاخير ان يجد ما يحتاجه من عناصر الثقافة حتى يحل مشكلاته وهي عناصر لم يكن ليدركها او يكتسبها الا بعمل شاق ووقت ضائع ويحزن نقاد المذهب التقدمي هذا التوسع في اهتمامات المدرس على اساس تشجيع التلاميذ عن ان يكونوا غير مفكرين ونمطيين , ويتحتم على المدرس وفقا لأغلب نقاد المذهب التقدمي الا يكون مرشدا يطلبه الطالب بل معلما يستمع إليه.

ومن وجهة النظر المحافظة يسمح الاطفال لأنفسهم بالوقوع  تحت سيطرة مدرسيهم اللذين يحترمونهم فإذا توقف المدرس عن القيادة اصبح الفصل مضطربا واختل النظام واذا اصبح نم ناحية اخرى اوتوقراطيا فأنهم يتضايقون ويشعرونه بالإحباط ويحب ان يتأكد المدرس ان الضوابط المطبقة على تلاميذه عادله والا فلن يستوعبوها ولن يتحقق النظام الذاتي .

وبإيجاز لو كان للأطفال ان يضبطوا انفسهم فأنهم في حاجة الى قيود يمكنهم احترامها ومدرسين يرسمون خطاهم

لقد تم البحث في هذا الفصل لموضوعين عريضين جدا .

1- تفاعل الثقافة المعاصرة مع منهج المدرسة العامة

2- تأثير هذه الثقافة على موقف المدرس في المجتمع وعلى سلطته في حجرة الدراسة وقد ناقشت تحت الموضوع الاول ثلا مشكلات : ما هو افضل المناهج ملازمة للشخصية الدينامية للثقافة ؟ هل تستطيع المدرسة تعليم الثقافة كلها ؟ كيف يتحتم علينا تربية المحرومين ثقافيا ؟

ويرجع اصل المشكلة الاولى الا انه يتعذر ف ي الثقافة السريعة التغير معرفة ماهية المعرفة والمهارات التي تدرس مادام على الاقل بعض ما يدرس لجيل معين من الطلبة قد لا يصبح مهما في الثقافة بعد عشر سنوات

 وفي مناقشة التربويين التقدميين حول افضل طريقة لحل هذه المشكلة هو المحافظة على بقاء المنهج حديثا كلما امكن , والتركيز على الاهتمامات الرئيسية للثقافة المعاصرة ويرى  التربويون المحافظون من ناحية اخرى ان الاضطراب الثقافي المعاصر ذاته يزيد من الاهمية في ايجاد وتعليم هذه النواحي المعرفية , وتلك المهارات التي لا يحتمل ان تفقد اهميتها في ظل التغير الثقافي ..

 ولب المشكلة الثانية هو التعقيد المتزايد المعاصر في الثقافة الذي يحولنا جميعا الى اخصائيين ذوي معرفة ضئيلة من النواحي الثقافية خارج ثقافتنا .

فكيف تتصددا المدرسة بعثرة المعرفة ووظيفتها ؟ ويحاصر التربويون التقدميون دراسة لب المشاكل المتصلة بالقطاعات الثقافية العريضة والتي تتطلب من الطالب اختيار المعرفة ن بين مجموعة من الموضوعات , ويرد على ذلك التربويون المحافظون بضرورة تمكن الطالب من اهم النظم الفكرية ان كان له ان يدرك أي معنى خلق تعقد المواد الثقافية .

والمشكلة الثالثة هي الاحتياج لرفع المستوى الثقافي لأطفال الاسر الفقيرة وكثيرا منهم جنوز او من المتحدثين بالإسبانية الى المستوى القومي , ويحل اغلب التربويين هذه المشكلة بأعداد مناهج تساير الخلفية الثقافية للطلبة مع تركيزها على مهارات اساسية كالقراءة .

ويرجع السبب الاساسي انحطاط مركز المدرس بالرغم من اهمية وظيفته اجتماعياً الى ان ثقافتنا لا تعترف تماما ان المدرس اهم دعائم المعرفة وهو نادرا ما يكافئ لامتيازه لمن هم في مهن مشابهه معه ولهذا يعوزة اظهار نجاحة بوضوح ولذلك يقال انه لا يستحق التقدير كنوع من سوء فهم لعملة , ومن السخرية ان التغلب على العقبة كما هو الحال مع التربية هو ان تظهر اهميتها البالغة في الثقافة وتقدم مكافئات كبرى لمن يعملون في مجالها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من أنا

طالبات ماجستير تخصص مناهج وطرق تدريس الحاسب الالي